العلم والأسلام
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
العلم هو الأساس الّذي يبني عليه الإسلام كيانه والركيزة الأولى التّي ارتفع فوقها صرحه العظيم ، فأوّل خطابٍ إلهي جاء بأمر القراءة لرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى
( اقرأ باسمِ ربّكَ الّذي خَلَق 00)) العلق(1)0 ثم ّجاءت السورة الثّانية لتبّين عظمة العلم فأقسم الله بالدواة والقلم وما سطَر بهما تعالى : ((ن والقلم وما يسطرون ))القلم(1)0 والملفت للنظر أنّ هذا الأمر بالقراءة وجه للنبي عليه السلام قبل أن يخبر بالنبوة أو يكلف بالرسالة فقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالقراءة ثم أمر بعد ذلك بالعبادة بقوله تعالى: (( يا آيّها المزمل(1) قم الليل إلا قليلا(2) )) المزمل 0 إنّ العلم في نظر الإسلام فريضة محكمة وحسبك دليلاً على اهتمام الإسلام بالعلم أنّ في القرآن الكريم(763 )آية تبحث صراحة في المعرفة والعلم والله تعالى لم يأمر نبيّه عليه السلام بطلب الازدياد من شيء إلا ّمن العلم . كما أنّ الرسول الكريم قد حثّ على طلب العلم وأشار إلى درجة العلماء حيث قال: (( إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع وإنّ العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وأنّ فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ًولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر . ومن وصايا لقمان لابنه يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتك فإنّ الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء.
وقد قال الشافعي رضي الله عنه من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم وكلام دوزي مستشرق هولندي في هذا الصدد أكبر وثيقةً على نظرة المسلمين إلى العلم واهتمامهم به ((إنّ في كلّ الأندلس لم يكن يوجد رجل أميّ واحد بينما لم يكن يعرف القراءة والكتابة في أوربا معرفة أولية إلاّ الطبقة العليا من القسيسين)). وعندما خرج العلم من ميدان الدين والخلق حين انتقل من المسلمين إلى الغربيين ممن لا يدينون بدين ولا يعتزون بخلق أصاب العالم الدمار والخرا ب جرّاء استعمال الأسلحة الذرية في ضرب اليابان وتدمير آلاف المدن وقتل الملايين من البشر .