hassan
أهلا بزوارنا الكرام ادا كنت من الأعضاء فقم بتسجيل الدخول ليتعرف عليك الموقع ادا كنت زائرا فالمرجو منك ان تشترك معنا في مساهماتنا ومواضيعنا وكن من النجوم المتألقة لنا
hassan
أهلا بزوارنا الكرام ادا كنت من الأعضاء فقم بتسجيل الدخول ليتعرف عليك الموقع ادا كنت زائرا فالمرجو منك ان تشترك معنا في مساهماتنا ومواضيعنا وكن من النجوم المتألقة لنا
hassan
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


mawadi3
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نرحب بكم لتجدو بين ايدينا كل ما تحبون من مواضيع علمية وادبية وخاصة دروس وتحت اشراف الأستاد ياسين
مرحبا اعزائي نتمني لكم وقتا ممتعا واداء يوم اجمل ونتمني لكم الافاده

 

 ملف كامل عن الحيوانات في الاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
[GM]حسن لكزولي
Admin
[GM]حسن لكزولي


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 05/01/2013
العمر : 25
الموقع : www.3orod.123.st

ملف كامل عن الحيوانات في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: ملف كامل عن الحيوانات في الاسلام   ملف كامل عن الحيوانات في الاسلام I_icon_minitimeالأحد يناير 06, 2013 6:12 am

تقديــــم
أولا: قضية البحث
إن الحياة التى نعيشها تقوم على أربعة موجودات مادية مرتبة حسب صفات الحياة فيها إلى كل من:
- الإنسان: وتتوافر فيه صفات العقل والإحساس أو الشعور والنمو والتوالد والفناء.
- الحيوان: وتتوافر فيه صفات الإحساس أو الشعور والنمو والتوالد والفناء.
- النبات: وتتوافر فيه صفات النمو والفناء.
- الجماد: ويخلو عن صفات الحياة من إحساس ونمو وتوالد.
والثلاث الأولى من هذه الموجودات تشترك فى صفات الحياة وجميعها من الماء كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ﴾( ).

ووجود هذه العناصر الأربع ضرورى للحياة وفق توازن دقيق تم بقدرة الله سبحانه وتعالى وتقديره الحكيم، وأى اختلال فى هذا التوازن يؤدى إلى اختلال الكون والحياة، فلكل منها وظيفته الأساسية فى قيام الحياة على وجه الأرض وتماسكها، ولذا جاء الإسلام فى شموله وكماله بأسس وقواعد العلاقات فيما بين هذه العناصر بحيث لا يطغى عنصر أو موجود منها على آخر، ولأن الإنسان هو أكمل المخلوقات على ظهر الأرض لذلك جعل الله سبحانه وتعالى باقى العناصر لنفعه وفق قواعد مرتبة ومنظمة تقوم على قيام الإنسان بواجبه نحوها حتى يكون له حق الانتفاع بها، ومن أهم واجبات الإنسان نحو هذه المخلوقات هو رعايتها بالشكل الذى يحقق لها صفات الحياة السابق ذكرها، وفى هذه الورقة نحاول أن نستكشف أحكام وتوجيهات الإسلام نحو واجبات الإنسان فى رعاية الحيوانات دافعنا فى ذلك ما يلى:
1- فى ظل الهجمة على الإسلام والمسلمين التى تصاعدت بعد أحداث 11 سبتمبر بدأت بعض الأبواق فى الغرب وذيولهم فى الشرق تتهم الإسلام والمسلمين بالقسوة والوحشية التى تطول من وجهة نظرهم الكاذبة الحيوانات.
2- فى ظل الغزو الثقافى الذى هو هدف العولمة (الأمركة) يحاول الآخرون سلخ المسلمين عن ثقافتهم الإسلامية وتصدير ثقافتهم المزعومة بما تحمله من خلل واضح فى التعامل مع الحيوانات بالتطرف بين من يعيبون ذبح الحيوانات لأكل لحومها وخروجا على سنة الله فى الكون، وبين من يعتنون عناية غير مطلوبة ببعض الحيوانات مثل الكلاب التى يعاملونها أفضل مما يعاملون أبناءهم، وفى تطرف آخر نحو القسوة نجدهم يتهافتون لقتل الحيوانات لاستخدام جلودها وفرائها ملابس لهم، فضلا عن أسلوبهم فى تربية الحيوانات التى حولتها من عملية تربية بما تحملها من معانى الرعاية والعناية، إلى عملية «صناعة الحيوان» بما تحمله من ممارسات تعمل على العبث بنمو الحيوانات بشكل أكبر من الطبيعى من أجل زيادة الإنتاج وتحقيق أعلى قدر من الأرباح، وللأسف فلقد انتقلت بعض هذه الثقافات والممارسات إلى العالم الإسلامى وبدأ بعض المسلمين يقلدونها دون معرفة بما فى دينهم من قواعد وأحكام وتوجيهات مما أوجد تناقضا بين ما يدينون به ويجب أن يحكم تصرفاتهم وبين ما يمارسونه فعلا.
ثانيا: الهدف من البحث
ومن هذا المنطلق كان إعداد هذه الورقة التى تقدم إلى مؤتمر «رعاية وتنمية الثروة الحيوانية بين المنظور الإسلامى والواقع العملى» الذى يعقد بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى من أجل تقديم رؤية كلية موجزة لموقف الإسلام من رعاية الحيوانات مقارنة بما عليه الواقع العملى لتبصير المسلمين بموقف الإسلام من رعاية الحيوانات وحماية الثروة الحيوانية، وإرضاء الله عزوجل، وحفاظا على هويتهم الثقافية من الغزو الثقافى ولتقديم ذلك للعالم كله ليستفيد من هدى الإسلام ورحمته.
ثالثا: خطة البحث
يبدأ البحث بالتعرف على التأصيل الإسلامى لرعاية الحيوان من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى بيان الجوانب العملية لهذه الرعاية كما ترد فى كتب الفقه التى تبين الأحكام العملية الخاصة بذلك وكيفية تطبيق ذلك من خلال نظام الحسبة، وأخيراً تأتى المقارنة بين موقف الإسلام وبين رصد بعض الممارسات العملية فى واقع الحياة وفى الثقافات الأخرى.



وبناء على ذلك ينتظم البحث فى الخطة التالية:

المبحث الأول: التأصيل الإسلامى لرعاية الحيوانات والعناية بها.

المبحث الثانى: الجوانب العملية فى الإسلام لرعاية الحيوانات والعناية بها.

المبحث الثالث: الممارسات فى الواقع المعاصر فى ضوء موقف الإسلام من العناية بالحيوانات.

المبحث الأول
التأصيل الإسلامى لرعاية الحيوانات والعناية بها

من المعروف والمقرر أن المصدر الرئيسى للمعرفة الإسلامية هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكى نتبين موقف الإسلام من أية قضية فلابد أن نبدأ بالبحث عن ما ورد بشأنها فى هذين المصدرين وذلك لتأصيل موقف الإسلام من هذه القضية، وفى هذا المبحث سوف نحاول التعرف على ما ورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من توجيهات تتصل برعاية الحيوانات والعناية بها وذلك على الوجه التالى:

أولا: الحيوانات فى القرآن الكريم
الملاحظة المبدئية فى هذه القضية هى تعدد الآيات فى القرآن الكريم التى تتناول الحيوانات وتنوع أساليبها بشكل يظهر أن موقف القرآن الكريم من الحيوانات يتطلب العناية بها ورعايتها وهذا ما سنتعرف عليه فى الفقرات التالية:
1- فى البداية نذكر أن القرآن الكريم نصَّ على أن الحيوانات أمم مثل أمة الإنسان حيث يقول الله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾( )، وجاء تفسير هذه المثلية بعدة صفات منها( ): أنها مثلكم يعرفوننى ويسبحون بحمدى، وفى معنى آخر: أنها تحشر وتحاسب يوم القيامة مثلكم، وفى قول ثالثا: أن عناية الله تصل إلى جميع المخلوقات، وفى قول رابع: أنهم مثلكم فى أن الله عزوجل خلقهم وتكفل بأرزاقهم وعدل بينهم فلا ينبغى أن تظلموها ولا تجاوزوا فيهم ما أمرتم به.
2- أن الله سبحانه وتعالى كما تكفل للإنسان بالرزق فإنه تكفل للحيوانات بالرزق والذى يعنى خلق الموارد اللازمة لقيام حياتها وتيسر سبل الوصول إليها فيقول سبحانه: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾( ).
3- لقد سميت بعض أسماء سور القرآن الكريم بأسماء حيوانات وهى: البقرة، والأنعام، والنمل، والنحل، والعنكبوت، والفيل، كما ورد بالقرآن الكريم الإشارة إلى الحيوانات على إجمالها بمسميات عدة مثل «البهيمة» التى وردت ثلاث مرات، والدابة 14 مرة، والدواب 4 مرات، والأنعام 26 مرة وإلى جانب ذلك جاء ذكر العديد من أنواع الحيوانات والحشرات بأسمائها المعروفة فى عالم اليوم مثل: البغل/ البقرة/ البعير/ البعوضة/ الجمل/ الجراد/ الحية/ الخنزير/ الذئب/ الذباب/ السبع/ الضأن/ الضفادع/ الطير/ العجل/ العنكبوت/ الغراب/ الغنم/ الفيل/ القمل/ الكلب/ الماعز/ النعجة/ الناقة/ النحل/ النمل/ الهدهد/ وتكرر ذلك أكثر من مائة مرة( ).
ويلاحظ أن ذكر هذه الحيوانات فى القرآن الكريم جاء كثيرا فى معرض التفضل من الله عزوجل على عباده وخلقها لمنفعتهم وبيان أن هذه الحيوانات تسبح بحمده والله سبحانه وتعالى يرزقها ويرعاها وكلها أمور تدل على أهمية الحيوانات بشكل عام ومنه تنبع أهمية رعايتها والعناية بها.
4- بيَّن القرآن الكريم سبل الانتفاع بالحيوانات، وفى البداية فإن نفع الحيوان ليس فقط لإطعام الإنسان، لأن وجود الحيوانات كأحد الموجودات الأربع فى الحياة ضرورى لإحداث التوازن البيئى، وإذا كان عدد أنواع الحيوانات كما يقول العلماء حوالى 2 مليون نوعاً فإن ما عرفه الإنسان منها حوالى 18 ألف فقط، وما يتمتع به ذاتياً فى شتى أموره لا يزيد عن ثلاثين، وحاشا لله عز وجل أن يخلق شيئا عبثا فلكل وظيفته فى الدنيا حتى ولو لم يعرفها الإنسان أو العلم الحديث، ولذا فإن كلامنا هنا محدد فى انتفاع الإنسان بالحيوان انتفاعا ذاتيا بأكل لحومها كما قال الله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾( ) والانتفاع بمنتجاتها من لبن وصوف ووبر حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾( )، ويقول عزوجل: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ﴾( )، وكذا الانتفاع بها بغرض النقل والمواصلات والزينة كما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾( )، كما بين القرآن المحرمات من الحيوانات فى قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾( )، وفى آيات أخرى بين الله سبحانه وتعالى أن بعض الحيوانات والحشرات جنود من جنود الله يسلطها الله سبحانه وتعالى على الطغاة من عباده كما حدث مع فرعون وقومه فى قوله تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ﴾( ).
5- أشار القرآن الكريم إلى استخدام بعض الحيوانات آيات من آيات الله ومعجزاته التى أيد بها رسله وأوليائه، مثل بقرة بنى إسرائيل، وكلب أهل الكهف، وناقة سيدنا صالح عليه السلام، وعصا سيدنا موسى عليه السلام التى انقلبت حية تسعى.
6- فى بعض المواقف كانت بعض الطيور معلمة للإنسان وقائمة على دين الله مثل غراب ابنى آدم الذى علم الأخ قابيل دفن الميت، وهدهد سليمان الذى قام بدور رصد من يعبدون غير الله وإبلاغها لنبى الله سليمان عليه السلام، وكلب أهل الكهف الذى صاحبهم فى رحلة الإيمان.
7- يكفى الحيوانات تشريفا ما أخبر القرآن عنها بأنها تسبح بحمد الله عزوجل بل هى فى هذا المجال أكثر التزاماً من الإنسان كما جاء فى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ﴾( ) يلاحظ أن ذكر «الدواب» جاء معرَّفا بالألف واللام الدالة على الاستغراق، وأما الناس ذوى العقول فجاء التعبير عن تسبيحهم فى الآية بقوله تعالى «وكثير من الناس» وليس كل الناس.
8- الحيوانات شريكة الإنسان فى الحياة، ومن مظاهر هذه الشراكة فى باب الواجبات أن الحيوان يعمل مع الإنسان فى تعمير الدنيا بأعمال تناسبها مثل الحرث والسقى والحمل وإدرار اللبن، وفى باب الحقوق تظهر الشراكة فيما قرره القرآن الكريم من آيات عدة حول خلق العديد من الموارد للناس وللأنعام كما فى قوله تعالى ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لأُولِي النُّهَى﴾( ) وهو ما تكرر فى الآيات رقم 27 فى سورة السجدة، والآيات 25-34 من سورة عبس، وفى تصور آخر لموارد أخرى مثل الماء أساس الحياة يقول سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً﴾( )، ويلاحظ هنا تقدم الأنعام على الناس وبصورة عامة لجميع الموارد فى السماء والأرض يذكر القرآن الكريم هذه الشراكة فى قولـه تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا *مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ﴾( ).

وهكذا كان ذكر القرآن الكريم للحيوانات فى آيات عدة صراحة فضلا عن الإشارات الضمنية، وأسلوب التناول لها فى القرآن الكريم الذى بينا طرفا منه فيه دعوة إلى العناية بهذه الحيوانات ورعايتها وهو ما فصلت أساليبه وإجراءاته السنة النبوية الشريفة كما نتعرف عليه فى الفقرة التالية:

ثانيا: الحيوانات فى السنة النبوية الشريفة
السنة هى المصدر الثانى من مصادر المعرفة فى الإسلام بعد القرآن الكريم تفسر ما جاء به ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾( ) وتضع تفاصيل أحكام وتوجيهات القرآن الكريم وترسم الجانب العملى لهذه التوجيهات، وفى مجال رعاية الحيوانات والعناية بها نجد السنة النبوية الشريفة زاخرة بأحاديث عدة كلها تدور حول الرفق بالحيوانات وعدم إيذائها ويمكن الإشارة إلى بعضها على الوجه التالى:
أ- النهى عن الإيذاء البدنى والنفسى للحيوانات: ومن أمثلة ذلك ما يلى:
1- النهى عن ضرب الحيوانات خاصة فى الأماكن الحساسة مثل الوجه، وكذا النهى عن الوسم فى الوجه، ولقد عقد الإمام مسلم بابا فى كتابه سماه «باب النهى عن ضرب الحيوان ووسمه فيه»( ) وأورد فيه عدة أحاديث منها: عن جابر قال: «نهى رسول الله  عن الضرب فى الوجه وعن الوسم فى الوجه» وحديث آخر عن جابر أيضا أن النبى  مر عليه حمار قد وسم فى وجهه فقال: «لعن الله الذى وسمه» وفى ذلك أيضا ما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: كنت على بعير صعب فجعلت اضربه فقال لى رسول الله : «عليك بالرفق، فإن الرفق لا يكون فى شئ إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه»( ).
2- النهى عن خزن اللبن فى ضروع الحيوانات لما يسببه ذلك من ضرر واعتبار ذلك نوعا من الغش وهو ما يعرف بالتصرية، وفى ذلك عن أبى هريرة  «ولا تصروا الإبل والغنم»( ).
3- النهى عن لعن الدواب، وفى ذلك جاء عن عمران بن حصين قال: بينما رسول الله  فى بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله  فقال: «خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة»( ).
4- النهى عن تشويه شكل الحيوان مثل قص شعر الخيل فى ناصيته ورأسه وزيله والتى بها يظهر جمالها وحشمتها فلقد ورد عن عتبة السلمى قال: قال رسول الله  : «لا تقصوا نواصى الخيل فإن فيها البركة، ولا تجزوا أعرافها فإنها أدفاؤها، ولا تقصوا أذنابها فإنها مذابَّها –أى منشتها»( ).
ب- الرفق والرحمة فى استخدام الحيوانات فيما خلقت له بدون قسوة وعدم استخدامها فى غير ذلك، وفى ذلك أحاديث عدة منها ما يلى:
1- النهى عن استخدام الحيوانات غرضا فى اللعب والمسابقة برميها حتى تموت وهو ما يسمى بالمثلة أو الصبرة وهى أن تمسك وتجعل هدفا فترمى حتى تموت، فلقد جاء فى صحيح مسلم «باب النهى عن صبر البهائم»( ) أورد فيه عدة أحاديث منها ما ورد عن أنس قال: «نهى رسول الله  أن تصبر البهائم» وعن ابن عباس أن النبى  قال: لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا» أى ترمونه.
2- النهى عن التحريش بين البهائم بمعنى تسليط بعضها على بعض وإثارة الشحناء بينها لتتصارع وتؤذى أو تقتل بعضها فلقد ورد عن ابن عباس أن الرسول  «نهى عن التحرش بين البهائم»( ).
3- النهى عن استخدام الحيوانات فى غير ما خلقت له، فقد روى أن الرسول  رأى رجلا جالسا على ظهر جمله فى السوق وأخذ يخطب فى الناس فقال له الرسول  : «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس»( ).
4- الإحسان إلى البهائم وإتباع الطرق السليمة عند الانتفاع بها حتى ولو عند الذبح للانتفاع بلحومها فلقد روى عن رسول الله  أنه قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»( ).
5- إن الصيد مباح فى الإسلام وذلك للانتفاع بلحوم حيوانات الصيد فقط وليس لأغراض أخرى مثل ما يحدث الآن من صيد الحيوانات غير المأكولة لاستخدام جلودها وفرائها، ويلزم أن يتم الصيد بأدواته المعروفة التى لا تؤذى الحيوان أو تعذبه، وفى ذلك وردت أحاديث عدة منها أن الرسول  نهى عن الخذف وقال: «إنها لا تصيد صيدا ولا تنكأ عدوا ولكنها تكسر السن وتقفأ العين»( ). وورد أن الرسول  نهى عن جلود السباع أن تفرش( ).

جـ- العناية بالحيوانات ورعايتها بتوفير الراحة ومقومات الحياة لها، وعدم تعذيبها وفى ذلك وردت عدة أحاديث منها:
1- رعاية الحيوان بتوفير وسائل الحياة له وفى ذلك ورد أن الرسول  مرّ ببعير قد لحق ظهره ببطنه (من الجوع والتعب) فقال: «اتقوا الله فى هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة»( ).
2- مراعاة مصلحة الدواب فى السر والسفر فعن أبى هريرة قال: قال رسول الله  «إذا سافرتم فى الخصب فاعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم فى السنة (القحط) فاسرعوا عليها السير..»( ).
3- إن حبس الحيوانات ومنع الغذاء والماء عنها موجب للعذاب ففى الحديث المشهور «عذبت امرأة هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هى أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من حشاش الأرض»( ).
4- وفى المقابل فإن من رحم الحيوانات وساعدها على الحياة فإن الله يغفر له ذنوبه أيا كانت فلقد ورد عن أبى هريرة عن النبى  «أن امرأة بغيا رأت كلبا فى يوم حار يطيف ببئر قد أولع لسانه من العطش فنزعت له بموقها (أى خفها) فغفر لها»( ).

وهكذا نجد أن السنة النبوية الشريفة ذاخرة بالأحاديث التى تدور كلها حول رعاية الحيوانات والعناية بها، ومع ما سبق ذكره من الهدى القرآنى بخصوص ذلك يتضح أن للعناية بالحيوانات ورعايتها أصل إسلامى كبير، ومن هذا الأصل يأتى الموقف العملى للإسلام الذى يشكل الأساس لموقف الحضارة الإسلامية من هذه القضية وهذا ما سنتعرف عليه فى المبحث التالى.

المبحث الثانى
الجوانب العملية فى الإسلام
لرعاية الحيوانات والعناية بها

إن أهمية التأصيل الإسلامى لرعاية الحيوانات فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن ذلك يضع أساسا لترشيد سلوك المسلمين فى معاملتهم مع الحيوانات وبما يساند التطبيق، وحيث أن الإسلام دين وحياة فإن هذه النصوص أخذت طريقها للتطبيق فى الحضارة الإسلامية حيث تمثل رعاية الحيوانات إحدى موضوعات الفقه الإسلامى الذى يقوم على تقنين الشريعة الإسلامية، كما أن الرقابة على الرفق بالحيوان كانت أحد مهام المحتسب هذا فضلا عن ما يحفل به التاريخ الإسلامى من مظاهر عملية للرفق بالحيوانات، ونوجز ذلك كله فى الآتى:

أولا: تمثل الحيوانات موضوعا أساسيا فى كتب الفقه وفى أبواب عدة منها أحكام زكاة الماشية، وأحكام الصيد والذبائح، وأحكام النفقة على البهائم، ويظهر ذلك فى إيراد نص فقهى واحد هو: «من ملك بهيمة وجب عليه القيام بعلفها، ولا يحمل عليها ما يضرها ولا يجلب من لبنها إلا ما فضل عن ولدها لأنه خلق غذاء للولد فلا يجوز منعه منه، وإن امتنع عن الإنفاق عليها أجبر على ذلك كما يجبر على نفقة زوجه، فإن لم يكن له مال أكرى عليه إن أمكن اكراؤه، وإن لم يمكن بيع عليه، فإن لم يرغب فيها راغب فكفايتها من بيت المال، فإن لم يمكن فعلى المسلمين كفايتها».
ثانيا: إن الوقف فى الإسلام نظام لتوفير سبل الحياة الكريمة للمحتاجين والإسهام فى الخدمات العامة التى ينتفع بها أفراد المجتمع، وهو من الصدقات الجارية التى ينتفع الواقف بثوابها مادام نفعها ممتد، والوقف هو حبس المال والتصدق بمنفعته على وجوه البر والخير، ومن هذه الوجوه التى أجازها الفقهاء الإنفاق على رعاية الحيوانات، وهو أمر وجد صداه فى التطبيق العملى نذكر شاهدا واحدا منها فلقد جاء: «أنه فى العصر المملوكى وجدت كثير من المنشآت الوقفية التى خصصت لرعاية الحيوانات، فهناك منشآت وقفية كاملة خصصت للدواب مثل حوض الدواب الذى أوقفه السلطان قايتباى فى صحراء المماليك لتشرب الدواب أثناء سيرها من هذه الأماكن وتستريح من السير فى أماكن ظليلة بعيدة عن الشمس، وتعالج إن كانت مصابة أو مريضة فى العيادة الملحقة بالحوض، وتوجد اسطبلات لتنام فيها الحيوانات، وكانت الوقفية تنص على أن «يحصل أرباب الوظائف من البيطريين والمدربين والمسئولين عن إطعام الحيوانات ورعايتها على رواتب من ريع أراضى زراعية موقوفة على ذلك».
ثالثا: نظام الحسبة فى الإسلام يقوم على وجود جهاز يختص بالرقابة على سلوك الناس فى جميع المجالات لضبط هذا السلوك وفق أحكام وتوجيهات الشريعة حيث يختص المحتسب وأعوانه برقابة هذا السلوك وتصحيح المخالفات فورا وإرشاد الناس إلى السلوك السليم، وبالإطلاع على كتب الحسبة وعلى الأخص كتاب «معالم القربة لأحكام الحسبة – لابن القرشى» نجد فيها أبوابا عدة تتناول الرقابة على معاملة الناس للحيوانات، وهذه إشارات موجزة لما ورد بهذا الكتاب حول الاحتساب على الحيوانات:
أ‌- الرقابة على قيام أصحاب البهائم بعلفها وسقيها والإنفاق عليها (صـ77)
ب‌- يمنع المحتسب البياعين من أن يضعوا الأحمال على ظهور الدواب –وهى واقفة- لأنها إذا وقفت والأحمال عليها أضرتها وكان ذلك تعذيبا لها (صـ136)
جـ- ينبغى لأصحاب الدواب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى فى استعمالها وأن يريحوها كل يوم وليلة لحاجتها إلى الراحة والسكون، وأن لا يستعمل الدابة فى طحن أكثر من ربع ويبة (الويبة المصرية زنتها أربعون رطلا) (صـ152)
د- فى الرقابة على الجزارين، أن لا يذبحوا بسكين كالة لأن فى ذلك تعذيب للحيوان. (صـ162)
هـ- فى الرقابة على البياطرة جاء: «علاج الحيوان أصعب علاجا من أمراض الآدميين لأن الدواب ليس لها نطق تعبر به عما تجد من المرض والألم، وإنما يستدل عليها بالحس والنظر، فيحتاج البيطار إلى حسن بصيرة بعلل الدواب وعلاجها فلا يتعاطى البيطرة إلا من له معرفة وخبرة» (صـ234)
و- ويمنع المحتسب من خصى البهائم. (صـ291)
ز- ويمنع المحتسب من نطاح الكباش ونقار الديوك (التحريش بين البهائم) (صـ351)

رابعا: لقد كانت الحضارة الإسلامية سباقة إلى إنشاء جمعيات الرفق بالحيوان ومنذ زمن بعيد «فيروى أن الخليفة المعتصم بالله رأى ذات يوم، وهو على جواده كلبا مكسور الساقين يلهث من شدة العطش فدفعه الرفق بالحيوان إلى النزول عن جواده وصار يغترف من الماء بيديه من النهر ثم يتجه إلى الكلب فيسقيه، وقد فعل ذلك عدة مرات حتى ارتوى الكلب وحرك ذنبه شاكرا للإنسان برَّه، ثم إنه عاد جمع الأمراء والأغنياء وألَّف تحت رعايته جمعية الرفق بالحيوان» موقع على الانترنت: (www- ac. Montpellier).

وهكذا نتعرف على موقف الإسلام من الرفق بالحيوانات ورعايتها تأصيلا ودوافعا، فأين المسلمون والعالم المعاصر اليوم من ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه فى المبحث التالى.

المبحث الثالث
الممارسات فى الواقع المعاصر
فى ضوء موقف الإسلام من الرفق بالحيوان

أولا: الجوانب الإيجابية:
انطلاقاً من التوجيه القرآنى الذى يعلمنا أن نعترف بالإيجابيات قبل سرد السلبيات، فإنه يمكن رصد الممارسات الإيجابية فى الواقع المعاصر لرعاية الحيوانات وعلى رأسها هذا السلوك الإيجابى للفلاحين المسلمين فى التعامل مع مواشيهم وطيورهم وحتى الحيوانات الأخرى التى تظهر فيها جوانب الرعاية من موقف أخلاقى وليس نفعى فقط مثل القطط والكلاب، فيصل الأمر بهم فى معاملة هذه الحيوانات إلى بذل كل الرعاية لها سواء فى علفها وسقيها وإيوائها ورعايتها طبيا، وعلى المستوى الاجتماعى توجد الوحدات البيطرية منتشرة على مستوى القرى لعلاج الحيوانات إلى جانب المستشفيات الخيرية والخاصة ووجود عدد من كليات الطب البيطرى والعيادات البيطرية الخاصة هذا إلى جانب السماح بإنشاء وتسجيل عدد من الجمعيات الأهلية للرفق بالحيوانات والتى تبذل جهدا كبيرا فى هذا المجال الأمر الذى يمكن معه القول إن هذه الممارسات تتفق مع أحكام وتوجيهات الإسلام ويجب العمل على تدعيمها ومساندتها.

ثانيا: الجوانب السلبية:
وهى ممارسات تخالف أحكام وتوجيهات الإسلام بعضها ناتج عن جهل أو عن استيراد ممارسات مستوردة من ثقافات غربية وغريبة عن الإسلام، ومن أهم هذه الممارسات ما يلي:
أ‌- تحول عملية اقتناء الحيوانات من عملية التربية التى تحمل فى طياتها الرعاية والرفق إلى عملية «صناعة الحيوانات» وما تحمله من دافع الربح الاقتصادى على حساب راحة الحيوانات ورعايتها وذلك بإنشاء المزارع الحيوانية التى تقوم على ما يلي:
1- وضع آلاف الحيوانات فى حيز محدود جدا يعيق حركتها وفى مبان لا يتوفر لأغلبها الهواء النقى أو ضوء الشمس.
2- استخدام المضادات الحيوية والهرمونات لتحفيز النمو السريع والكبير.
3- استخدام البالوعات لتخرين كميات ضخمة من الفضلات والسماد بما لها من تأثير سلبى نتيجة الأبخرة المتصاعدة منها التى تضر بأنظمة المناعة عند الإنسان والحيوان وتسبب العديد من الأمراض التنفسية.
4- نقل الحيوانات بوسائل النقل الآلية دون أن تكون مجهزة لذلك بما يصيب الحيوانات بالكسور والجروح.
ب‌- علف الحيوانات بأعلاف مصنعة يدخل فى مكوناتها مواد نجسة ضارة مثل الدم المتجمد وفضلات المواشى والطيور وعظام الحيوانات وجثث الحيوانات النافقة وغير ذلك من المواد التى تضر بالحيوانات والإنسان فظهر نتيجة لذلك ما يعرف بجنون البقر وأنفلونزا الدجاج، وهذا مخالف لأحكام وتوجيهات الإسلام فتحت باب «تطييب علف الحيوانات» فى كتب الفقه ترد أحاديث عديدة تنهى عن ذلك منها نهى الرسول  عن لحوم الجلاَّلة وركوبها وشرب لبنها» والجلاَّلة هى الماشية أو الطيور التى تتغذى على الروث والنجاسات، كما نهى الرسول  عن أكل لحوم السباع من الحيوانات وذات المخالب من الطيور، والتى تتغذى على لحوم وبقايا الحيوانات الأخرى التى تفترسها فمن باب أولى عدم تغذية الماشية التى يؤكل لحمها بذلك، كما أن التغذية بالدم محرمة بنص القرآن الكريم.
جـ- إن أى نظام اجتماعى يقوم لابد أن يمارس على أنه مسئولية، وأية مسئولية لابد أن يسبقها إلزام ويواكبها التزام ذاتى، وإذا كان مصدر الالتزام الذاتى هو القيم الأخلاقية التى لا يمكن قيامها بدون سند دينى، فإن مصدر الإلزام هو القانون، ومع وجود نصوص فى بعض القوانين لضبط سلوك الناس فى معاملتهم للحيوانات، فإنه للأسف توجد بعض الممارسات السلبية عند بعض الناس فى معاملة الحيوانات وذلك ناتج إما عن جهل بأحكام وتوجيهات الإسلام وهو ما يجب العمل على الوعى به من قبل رجال الدعوة الإسلامية وعلماء الدين، وإما ناتج عن قصور القوانين والجهل بما هو موجود منها والتقاعس عن تطبيقها، وهذا يلزم معه بجانب الوعى بها العمل على إصدار قانون خاص مستمد من أحكام الشريعة للرفق بالحيوانات ورعايتها وتأكيد الالتزام بتطبيقها.


ثالثا: الثقافة والممارسات الغربية فى ضوء موقف الإسلام:
مما يؤسف له أنه فى إطار الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين من قبل الغرب نجدهم يطلقون الاتهامات المغرضة والخاطئة على الإسلام والمسلمين بالقسوة فى معاملة الحيوانات، والمقارنة الموضوعية بين موقف الإسلام وبين ثقافتهم وممارستهم من هذه القضية تظهر كذب ادعاءاتهم وتناقض مواقفهم، وهذا ما يمكن الاستدلال عليه من الآتى:
أ‌- بالنظرة السريعة إلى بعض القوانين الغربية لرعاية الحيوانات نجد أن الإسلام كان سباقا ومتفوقا عليها فى هذا المجال وهذا ما يظهر فى سرد موجز لأهم محتويات هذه القوانين والتى تتمثل فى الآتى:
1- الواجبات:
- وجوب إطعام الحيوانات.
- توفير المأوى المناسب.
- عدم الحد من الحركة.
- علاجها.
2- الممنوعات:
- عدم التحميل فوق الطاقة.
- عدم الضرب.
- عدم تقديم طعام للحيوانات تسبب لها آلاما.
- تنظيم عملية قتل الحيوانات.
- تنظيم عملية ذبحها.
- منع البتر الكلى أو الجزئى لأحد أعضائها.
- منع التعذيب.
وبالنظر فى هذه البنود نجد أن الإسلام سبق بها وفى تفوق واضح كما ظهر فى المبحث الأول والثانى.
ب‌- التناقض الواضح فى الممارسات الغربية ويظهر ذلك على سبيل المثال فى التشدد والتطرف نحو الدعاوى بعدم انتفاع الإنسان بالحيوان فيما خلق له من العمل أو أكل اللحوم، وكذا فى معاملة بعض الحيوانات وعلى الأخص الكلاب والقطط بعناية فائقة تزيد على عنايتهم بأبنائهم، وفى الوقت الذى تزيد لديهم ثقافة التدليل وفرط العناية للقطط والكلاب لا يتورعون عن ممارسات قتل الآخرين من غير جنسياتهم فى الحروب وفى تصدير النفايات السامة والملوثة إليهم.
جـ- النظرة النفعية غير الأخلاقية سواء فى صناعة الحيوانات، أو فى الصيد الجائر، للحيوانات البرية فى الدول الأخرى للحصول على الجلود والعاج والفراء، وفى التحريش بين البهائم ممثلا فى رياضة مصارعة الثيران وصراع الديكة.

وفى النهاية نصل إلى أن الإسلام بأصوله وفروعه وتطبيقاته يسبق ويتفوق على جميع الحضارات فى توفير الرعاية للحيوانات والرفق بها مما يجب معه على المسلمين الالتزام بدينهم وضبط سلوكهم وفق أحكامه وتوجيهاته حفاظا على الهوية الثقافية لهم، كما فى ذلك ما يرد على الدعاوى الظالمة للإسلام، وما أحوج العالم اليوم إلى هذه التعاليم الإسلامية للاستفادة بها فى قيام حياة آمنة ورغدة يتحقق فيها التوازن بين الموجودات من إنسان وحيوان ونبات.

والله الم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3orod.123.st
 
ملف كامل عن الحيوانات في الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملف كامل عن تربية الأبناء في الاسلام
» التواضع في الاسلام
» مكانة أصحابة في الاسلام
» حقوق الجارفي الاسلام
» أهمية حب الاخرين في الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hassan :: المنتدى العام :: مواضيع وعروض-
انتقل الى: